الحلم الأحمر
في قلبي جرحٌ لم تطويه صفحة النسيان
إمرأة في هواها عشت مقيد
كنت أظن أنني وحدي بالقلب
هي التي وعدتني
بأن تكتب مقالات الليل على سريري
فجلست أحسب ليوم الموعد بالساعات
وفرشت لها البساط بالورد الأحمر
على تلال هذا الجسد
في يوم ربيعيٌّ من آذار
كأني العاشق الأخير
من مسلسلات مارتن وُود
ظللت أطارد الشوق لأشهرٍ
كلها حكايات في مشهدٍ
أشرب الكأس وأستحضر الذكريات
في صورةَ الجمالِ
على ذاته سوارُ الياسمين
وترقص على طوقٍ مرصعٍ لساعاتٍ
وأنا سابحٌ منفردٌ
أبصمُ للسماء الهادئة
أن لا تنهار ورودَ الأحلامِ
أن أغني للشمس الساطعة
بين الغابات والقممِ
و وعدت أن أتحسس النهدين الدافئة
معربداً مع الأنسام
ومن لهفتي الشديدة
لا أتوقع أن تعود الزهرة صامتة
ولا أصدق أن حلمِ الأحمر
قادني وانتحر .
فجأة !
وذات مساء
حين كنت أقص جناح الوقت مع الليل
في رحلة عشق على دفتر الاشعار
تركت رسالة خلفها
وكان في بيانها
بأنها اختارت قرار فراقها
وأن لا أبحث عن مكانها .
كان القرار صاعقة تمزقني
نار تشتعل بجسدي
حاولت أن أتلو قوافل الرجاء
حاولت معها
لكن وبدون فائدة
وحدها كانت تتسلى خلف الحب
في رحلة سوداء .
كل نساء هذا البحر تعرفني
مسافرٌ في بحر الأحلام
ولم أستغل شوارع الغرام
أو ألغي جنوني
كانه لم يبقى في الوجود سواها .
بحق الليل الطويل
والقمر المضيء
لم خرجت من دائرة الحب
وأزحت من خاطري
كل تصوراتِ لعيناك
وجعلتِ قبلاتِ تتساقطُ من شفتيكِ
وأن أودع نهديك فوق كتاباتِ
لم أذبتِ الفؤاد واختفيت
بعد طول الإنتظار.
وبعد صدور القرار
لم يعد لي أمانٌ فيك يا زمنٌ
كنت قصير الخيال
ومارست القسوة بجميع أساليب الكلام
فبحق العاطفة والكلمات والعذبة
لمن أكتب بعد ؟
أم أعود أكسر الليل
على جراح إمرأة خدعتني
والسينين تمر ولا تعود
الأيام ضاعت في طريق الجنون
وعمري يرحل مع الأثير
كأني أسيرٌ مهزومٌ
والقيدُ حديدٌ
عذاب يجتر وحدتي بين الأنهار
تحت شراسة المطر .
** عزالدين بالعتيق **
تعليقات