على هامش أن أصنف كتاباتي
كُنْتُ أُفَكُرُ
أَنْ أُصَنِّفَ الْحُبَّ
وَأَفْتَحُ مَدِينَةً شَاعِرِيَّةً
عَلَى إِيقَاعِ أَلْحَانٍ جَمِيلَةٍ
لَكِنَّ الْحَنِينَ إِجْتَاحِنِي
وَأَنَا أَمْشِي بَيْنَ خِطَابَاتِي
وَلَحَظَاتُ كِتَابَاتِي
وَلَا أَعْرِفُ كَيْفَ
أَنْتَقَلْتُ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
أَحْفِرُ الْكَلِمَاتُ
عَلَى صَدْرِي
حَتَّى جَفَّتْ مَشَاعِرِي
فِي جَوْفِ هَذَا اللَّيْلِ
الشَّتْوِيُّ الْبَارِدُ
وَانْقَضَتْ أَحْلَامِي
كَسِجَارَةٍ أَحْمِلُهَا بَيْنَ يَدَيْ
أَتَنَفَّسُ مِنْهَا الدُّخَانُ تَارَةً
وَتَارَةً أَشْرَبُ كَأْسًا
كَأَنِّي فِي رِحْلَةٍ شَاقَّةٍ
تَائِهٌ بَيْنَ غَابَاتِ النَّخِيلِ
وَهَذِهِ الْجِبَالُ الْأَطْلَسِيَّةُ
وَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يُعِيدُنِي وَيَضُمَنِي
يَمْحُو الْحُزْنَ
وَيَلَمُّ هَذَا الْقَلْبَ
كَيْ أَحْيَا مِنْ جَدِيدٍ
لِأَرْوِي حُقُولَ الزَّهْرِ
أَرْسُمُ الشَّفَتَيْنِ فَوْقَ دَفَاتِرِي
أَتَحْسَّسُ النَّهْدَيْنِ
وَأَعْلِنُ كَيْفَ يَتِمُّ التَّصْوِيرُ
فِي حَضْرَةِ الْحُبِّ .
كُنْتُ أُفَكُرُ
فِي أَنْ أَشْعِلَ الشَّمْعَ
طُولَ اللَّيَالِي
وَأُبَشِّرُ بِالْهَوَى
خَلْفَ الْعُبَابِ الْأَزْرَقِ لِلسَّمَاءِ
لَكِنَّ جَمْرَةَ الشَّوْقِ
أَحْرَقَتْنِي وَلَوَّنْتْ قَلْبِي بِالسَّوَادِ
فَعَدْتُ أَمِيرَ السُّكَارَى
مَعَ هَذَا اللَّيْلِ
الَّذِي لَمْ يَدَعُنِي
أَنْ أَنَامُ ضَاحِكًا
وَهَذَا الْغَيْمُ
الَّذِي لَمْ يَجْرُؤْ أَنْ يَنْقَشِعَ
كَانَ مُمْكِنَ
أَنْ يَنْحَنِيَ الزَّمَانُ لِي بِتَوَاضُعٍ
لِأَقْضِيَ وَلَوْ لَيْلَةً وَاحِدَةً
فِي طَاعَةِ فِرَاشِي
كَمَا يَنَامُ سَائِرُ الْخَلْقِ
كَمَا يَنَامُ الْعُصْفُورُ
بَيْنَ جَنَاحَيْ عُصْفُورَتِهِ
وَأَنْ لَا أَعُودَ أَشْعُرُ بِالْبَرْدِ
فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الشَّدِيدَةِ الظَّلَامِ .
عزالدين بالعتيق
تعليقات