هذا الأصلع لم يستحي
في عزِّ هذه الأيامِ
الغريبةُ أطوارُها
والليالي التي حُجبَ
الظلامُ نجومَها
مازلنا نتلو
دعاء الليلِ والفجرِ
في جوٍ يُسمعُ فيهِ
صوتَ حفيفِ الشجرِ
خرج من جسمِ الجارِ
مخلوقٌ خياليٌّ
غريبُ الأطوارِ
في الدورِالأخيرِ
مع عصابةَ الأشرارِ
وبينما اللعنةُ تطاردَهُ بالأشعارِ
التي علقها الصغارُ على جدارَ الدارِ
إختارَ أن يُداري الأفعالُ بواضحِ النهارِ
واتجه في طريقِ العارِ يلعب بالنار.
هذا الرجل
يا حضراتي
صعلوكٌ مخدوعٌ
أصلعُ الرأسِ
شاحبُ الوجهِ
بأَلْسُنَ متعددةٌ
يرى نفسهُ حقيقي
قرر أن يمتطيَ
حصانَ الملوكِ
ونسيَ حرَّ السوطِ
جمع بين الحقد والمكر
والطمع والعناد
هو لا يشبهُ الغربان
ولا يشبه الثعلب المَكارِ
له طبعٌ يُستعصى على الفهم
أخبثٌ شبيهٍ للضبعِ الزبال
حتى إذا ما تربع
فوق رؤوس الغوافلِ
يتحدثُ بلغةٍ هزيلةٍ
ويتطاولُ بلهجةِ القوةِ
كأنه جريجَ كلية الشوارع
ولا يحذرونه على ما هو قائل
كأنه وجد راحة الضمير
على هامش الشر
ولم يراعي مكارم الأخلاق
وشهامة الجوار
صار يصغي لهمس الشيطان
بوجهه الواجم
من شدة الغيظ
يبرع في التجوير
وينشر الكذب
على نغم أسلافه
فهي لغته وشهوته
هي إرث من جده الأعظم
هذا الأصلع
الذي بلينا به في الجوار
لا نعرف من أين أتى
هو ليس من اليهود ولا من النصارى
ربما عاش مع المجانين
أو من مخلفات الإستعمار
تلقن سلطة الجردان
وكل ما بوسعه
تحضير حطب النار
هذا الأصلع
تعود أن يعبد الأموات
حتى يصير من الأموات
ولم يفهم الأسرار
أو يعرض أي إزدهار
لم يرغب في الإستقرار
واختار طريق العار
نسي أن أمه بالتبني ساخطة
واليوم هي أكثر لهفة
تنتظر إقراراً بقطع الرقبة
والنيل منه قبل المعارضة .
** بقلم عزالدين بالعتيق **
تعليقات