أين أنا
أين أنا يا ليلٌ
من زمن الشعرِ
وبحرِ الغرامِ
وكيف لهذا الحبُ
أن يفتري عليَّ
ولي قلب جميلٌ
به أحدثُ العاشقَ
كل ليلةٍ
به أعيدُ أمثل الذكرى
وأصنع الأحلام
منه أستمد كلماتي
وأصاحب الروائع
بعد أن شفت الأملَ
وكان مطلعاً للبدر
كان الحب سعادةٌ
ولم أشعر أنني
على منصة الوقت
إلا أنني كنت أرى الجمال
بشكل الورد .
لكن حبيبتي هاجرتني
وانا الذي أحتاج لها أكثر
من أي وقت مضى
عدت بالذكرى
أرسم مع نفسي الأحلامَ
ألماً فوق صمت الليل
وكلما أدعوا قمري
يصحى الشوق
خلف ظلال الليل
وأجد نفسي
في طريق ضيق
بملامح معذبة
كأن هناك شيء
يتسرب بصدري
يزلزل أطرافي
ولا أقدر على فك قيودي
ولم أقدر على النسيان
ولم يبق لي
سوى الذكرى
وغصات أليمة بالقلب
وأشواقٌ وحشية تعانقني
وهي بعيدة
عيوني تدمع
قلبي مجروح
والجسد قد مات
مع سهر الليالي
وهم الأشواق
بعد هذا الغياب .
أعلم أنها تسمع همساتي باردةٌ
وليس لي غيرها
بالقلب ساكنةٌ
وأنها هي من تربعتِ على قلبي
وقامت بإحتلال عقلي
في كل جلساتي
هي ربيع قصائدي
وطبيعةٌ عذبةٌ
خلف ظلال الكلمات .
فيا إمرأة
كيف لك اليوم أن ترحلي
ولا تذكريني
وأنا الذي رسمتك
أجمل صورةٍ
عدت اليوم
حليف الكآبة
لا اسمع صوتك
وفي كل جلساتي
أتأمل في الليل
أشكوا إلى نفسي
والناس من نبرات كلامي
تنظر من نافذة أشعاري
تتفحص دفاتري في سكون
وتنام على صدرَ حديثي
كلما كتبتُ كلامَ الشعر
إلا وانا عاشقٌ
سكِرتُ بخمرة الحب
حتى أصبح حديثي دملجٌ
يحرك النساء كل عشية
و تهوى لون الليل
أما عشاق الكلمات
من أيامهم خَلدوا
حتى بلغتُ دار القرار
وعلمتُ لمَ الفؤاد لم يطير
ولحن الغناء روضة النفس
لكني لست أنا
العاشق الذي يتوقف يوما
ويقول لنفسه
وما الحكاية بعد هذا العذاب
لربما يوما ما لا محالة
سوف أرحل
وتحل قصائدي
مع المطر
في فصل الشتاء
سوف يبقى حبي لك ذكرى
ولن يظل أدبي قعر الشعر .
** عزالدين بالعتيق **
تعليقات