رداءَ الليلِ
مرةً أخرى
جاء الليل
فألقى برداءهِ عليَّ
وقال لي
ألم تسمع النسائم
تقول لك بأن القمر
لن يأتي هذه الليلة
حينها لم يكن لي
غير ما تبقى
من جدار الشذى
فغمرت وجهي بكفي
كأن عمري ضاع
بين هذه الجبال
وقلت .....
ها قد حل سحر الوجود
الأرض قد إرتوت
وصوت الريح يناديني
كأنه يسرق روحي
حتى حفيف الشجر شديد
فكيف هان هذا الود عليها
وبرغم شوقي إليها
لا زلت أحترف
الجلوس وحيداً
هائما على حبها
كأنني على ناصية الضياع
أسامر حديثي .
مرة أخرى
جاء الليل
يعاودُ الكرةَ
وأنا الذي أغني
على لقائي هنا
بين هذه الجبال الصامتة
والغابات والجداول
وأقول
أن ساعات العروج إقتربت
ولقلبي زمن أخر
في حلمٍ مع الياسمين
وسوف تكونَ
هي البيت والكلمة
هي الشمس وهي القمر
هي حياتي وجميع حواديثي
أرجوكِ يا قمري
أن لا تتركني
كطير مهاجر
أو كشمعة مع الريح
أو أصبح مثل أوراق الشجر
في هذا الليلة الممطرة .
*
بقلم : عزالدين بالعتيق *
تعليقات