في المحكمة

سيدي القاضي ! ما أصعب هذه اللحظات وأنا أقف أمامك لقد جمعت بين كسرٍ وألمٍ وبين أسفٍ وتحسرٍ فيما المجرمون في كل مكان وأنا مجرد شاعر لا شيء أخر وكل الأحزان تعرفني شاحباً فوق دفاتري سيدي القاضي ! حلمي أمرٌ مشروع وكان شرطي أن أصنع القمر وأضع الحب بذورا في الأرض لكني جد مصدوم وأنا أقف أمامك والحقيقة أني لا أشعر بالخوف لأن جدي لم يرث إلا الإبتهال والتصوف وأبي ما زال متمسك بدين الله في المسجد وأنا لم يبقى لي في العمر ما يضيع أو اركض في أعقاب هذا الليل ولا أقبل بأن يؤدى رأسي أو أغير صوتي ويكون قلمي عينٌ صمتى لا أقبل أن يشرد إبني في شوارع الموتى ولا أريد بلادي أن تسقط في الفوضى سيدي القاضي ! الظلم … كافر الجوع …جاهل الفساد مرضٌ وفي الأسفل كل مسؤول مبلول وهناك فقراء معتقلون في التهميش أجيالٌ تغرق في البحار شباب تطرح الأحزان في المقهى والنساء على الرصيف تنادي أعلم أنك لا تقبل بأي نوع من أنواع الظلم ومن تدهور أحوال الأسر و واقع الحال الذي غاص في ليل الفساد لا لون ولا شكل للحياة ولا حلم يزور ا...